|
|
|
Église Sainte Catherine (Qiddisé Katrina) d’Enfé |
|
كنيسة القدّيسة كاترينا – أنفه |
تقع كنيسة القدّيسة كاترينا في القسم الجنوبيّ من المنطقة الأثريّة في أنفه، غربي البلدة، قرب الشاطئ. بنيت هذه الكنيسة في زمن الحرب الصليبيّة الثالثة أي في القرن الثاني عشر على اسم كنيسة القبر المقدّس. يزعم المؤرّخون أن الكنيسة كانت تابعة لفرسان مالطا الذين كانوا على خلاف مع أسقف طرابلس. وقد ذكرها المؤرّخ شمس الدين الدمشقيّ في كتابه عجائب البرّ والبحر حين قال إنّ: "للنصارى في أنفه كنيسة عظيمة البناء...". حافظت الكنيسة على اسمها إلى القرن السابع عشر حيث أجريت عليها بعض الترميمات فسمّاها السكان المحليّون كنيسة القديسة كاترينا. أدخلت الكنيسة ضمن الجرد العام للأبنية الأثريّة بناء على القرار رقم ٥٠٥ بتاريخ ٣-٥-١٩٣٧.
بنيت كنيسة القدّيسة كاترينا بالحجر الرملي المستخرج من المقالع المجاورة. هي كثيرة الشبه من الناحية المعماريّة بكنيسة رقاد السيّدة في دير البلمند. وهي عبارة عن نفق مستطيل يعلوه عقد سريريّ مقصوب قليل الانكسار ينتهي بمحراب نصف دائريّ لجهة الشرق. أمّا مقاييس الكنيسة الهندسيّة فتختلف في الداخل عمّا هي عليه في الخارج: ٢٠ x ١٢متر، أمّا صحن الكنيسة فـ : ١٣.٥ x ٨.٥ متر، في حين أنّ الهيكل النصف دائري فـ: ٥ x ٨.٥ متر. هذا يدلّ على أهمّيّة العمارة الصليبيّة من الناحية التحصينيّة. للكنيسة باب رئيسيّ لجهة الغرب تعلوه الطاقات الثلاث التقليديّة. ولكن ما يميّز هذه الطاقات أنّ أوسطها دائريّة الشكل يحيط بها زنّار مقلوب، وهي أكبر نافذة مستديرة " Rosace " بناها الصليبيّون في الشرق الأوسط بين الكنائس الصليبيّة المعاصرة لها. وللكنيسة أيضًا باب آخر لجهة الشمال تعلوه قنطرة ضخمة من الخارج وجارور لامتصاص الصدى منن الداخل. وأيضًا يوجد باب صغير آخر لجهة الجنوب خاص بالكهنة إذ يمكن الدخول عبره إلى الهيكل. عند الزاوية الجنوبيّة الغربيّة، غرفة صغيرة مقبّبة بعقد مصلّب تعرف اليوم بـ"بيت الزيت" ويمكن الدخول إليها من داخل الكنيسة عبر باب صغير آخر يخترق الواجهة الجنوبيّة. وعلى ما يبدو أنّ غرفة أخرى كانت تعلو هذه الأخيرة وكان يتمّ بلوغها أيضًا من داخل الكنيسة بواسطة سلّم متحرّك. وكانت هاتان الغرفتان تحملان قبّة الجرس الأصليّة، إذ أنّ القبّة الحاليّة قد أقيمت في ثلاثينيّات القرن العشرين على طراز يختلف جذريًّا عن طراز قباب أجراس الكنائس الرومانيّة، ومتأثّرة بالطابع العربيّ الإسلاميّ. ويلاحظ المدقّق بأرض الكنيسة بأن فيها فرق واضح بين قسمين. فيذكر البعض أن الكنيسة، ولزمنٍ ليس ببعيد، كانت مقسّمة إلى قسمين: الأوّل مخصّص للرجال وهو من الإيقونسطاس إلى جرن المعموديّة الحجريّ، والثاني مخصّص للنساء وهو من الحائط الخشبيّ الذي كان يمتدّ من جرن المعموديّة إلى آخر الكنيسة. وللكنيسة أيضًا صهريج ماء محفور في الصخر قابع تحت المبنى، هذا بالإضافة إلى مدفنين من الحجر الرمليّ، ملتصقين بجدارها الشمالي ومخصّصين للكهنة.
تحوي الكنيسة عدد كبير من الأيقونات القديمة التي رسمها بوليخرونيوس في أوائل القرن التاسع عشر والتي لم يبقى منها سوى أيقونة واحدة للقدّيسة كاترينا، والتي أعاد ترميمها مع الأيقونات الأخرى قدس الأب إسبيريدون فياض العام ٢٠٠٥. هذا بالإضافة إلى عدد آخر من الأيقونات الحديثة الرسم، مؤرّخة بين العامين ٢٠٠٤ و٢٠٠٦. الجدير ذكره، أنّ أيقونة القدّيسة كاترينا تلك وأيقونة أخرى للشعانين سرقتا خلال الستينات وتمّ إعادتهما من قبل الانتربول. وللكنيسة ميزة فريدة في ترتيب أيقونات الأيقونسطاس إذ إنّ أيقونة القدّيسة كاترينا وضعت إلى جانب أيقونة السيّد في حين أنّه يتوجّب أن تحلّ مكانها أيقونة النبي يوحنا السابق. وعند سؤالنا عن السبب، وجدنا أنّ التقليد الشعبيّ يقول بوجوب وضع أيقونة القدّيسة كاترينا إلى يمين أيقونة السيّد إذ هي عروس المسيح.
رُمّمت الكنيسة عدّة مرّات لعلّ أقدمها كان في القرن السابع عشر حيث اتخذت اسمها الحالي. ورُمّمت أيضًا العام ١٩٣٨ أيام الانتداب الفرنسيّ بإشراف المهندس "كوبال". وقبيل الحرب الأهليّة اللبنانيّة وحتى العام ١٩٨٦، قامت وزارة السياحة ومديريّة الآثار بإصلاحات جمّة كما رمّمت الزوايا وبعض أقسام مبنى الكنيسة. وفي العقد المنصرم أي في الفترة الممتدّة بين ١٩٩٨ و٢٠٠٢ تمّ ترميم بعض الشقوق في السقف وتبديل الباب الغربيّ وتبليط أرضيّة المدخل وبناء حائط من الحجر الرمليّ لفصل الطريق عن ساحة الكنيسة التي جرى تبليطها أيضًا بالحجر الرملي لفصل الطريق عن ساحة الكنيسة التي جرى تبليطها أيضًا بالحجر المصقول.
في الآونة الأخيرة، شُيّدت قاعة جديدة من الحجر الرملي وتحوي بداخلها حائط صخريّ يدلّ على وجود المقلع الذي بنيت منه بعض أجزاء الكنيسة. كما تمّ تبليط المنطقة التي تربط بين كنيسة القدّيسة كاترينا والكنيسة المزدوجة للقدّيس سمعان ورئيس الملائكة ميخائيل، المجاورة لكنيسة القدّيسة كاترينا، واستعمل الحجر المصقول في التبليط، والعمل جار حاليًّا على ترميم أبواب ونوافذ الكنيسة.
تجدر الإشارة، وبحسب بعض المراجع، إلى وجود كهف جنائزيّ بالقرب من كنيسة القدّيسة كاترينا والذي تحوّل إلى " Oratory " الذي يعني إمّا مكان للخطابة أو مزار صغير للصلاة. وكان مزينًا بدائرة تحوي حرفا الألف والياء Omega & Alpha اليونانيّين اللتين ترمزان إلى السيّد المسيح. ولكن لم نستطيع تحديد موقع هذا الكهف.
تستقطب كنيسة القدّيسة كاترينا اليوم الكثير من الزوار الآتين من مختلف أنحاء لبنان والعالم وبخاصّة في عيدها في ٢٥ تشرين الثاني من كل عام، حيث تقام الصلوات والاحتفالات والمعارض للمناسبة. كما تقام القداديس مساء الأربعاء من كل أسبوع تقريبًا.
رعيّة أنفة، ٢٠٠٨
|
|
|
|
Page précédente |
|
|
|
|
|
|
|
|
© Université de Balamand, Mise à jour juin 2, 2010
|
|